أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – مجدداً تعهد الرئيس التركي بإعادة مليون لاجئ سوري إلى “قرى وبيوت” يتم بنائها في المناطق التي تسيطر عليها القوات التركية وفصائل المعارضة الموالية لها في الشمال، وذلك للمرة الثانية خلال فترة قصيرة من تصريحات مماثلة تعهد من خلالها أردوغان بإعادة السوريين لبلادهم.
“قرى سكنية” قد تمهد لاقتطاع الأراضي السورية
وخلال افتتاح الفصل التشريعي الجديد للبرلمان التركي، جدد الرئيس رجب طيب أردوغان تعهده بإعادة مليون سوري من المقيمين في تركيا إلى بلادهم بشكل طوعي، وذلك في وقت باتت قطاعات عدة في البلاد تعاني من نقص في اليد العاملة بعد إعادة أكثر من نصف مليون سوري إلى بلادهم بحسب حديث أردوغان السابق، بينما تصاعدت الشكاوي من الفراغ الذي تتركه العمالة السورية التي تعمل مقابل مردود مالي رخيص للقيام بهذه الأعمال.
وهناك مناطق عدة تبني فيها تركيا قرى سكنية في الشمال السوري بمساندة ودعم مالي من قبل “منظمات وجمعيات خيرية” خليجية وفلسطينية، ومن هذه المناطق عفرين التي تتركز فيها أكبر نسبة لأعمال بناء هذه القرى على أنقاض قرى ومنازل السكان الأصليين الذين هجروا قسراً بفعل العمليات العسكرية التركية وممارسات فصائل المعارضة المسلحة الموالية لها.
وتخشى أوساط سياسية سورية من عمليات إعادة تركيا لتوطين اللاجئين السوريين في شمال البلاد، حيث حذرت من أن هذه العمليات قد تمهد الطريق أمام “استفتاءات” لانضمام 7 مدن سورية تسيطر عليها أنقرة إلى الأراضي التركية.
وذلك كما حصل قبل أيام في شرق أوكرانيا، حيث ضمت روسيا 4 أقاليم أوكرانية، وعملت على تهجير كل من يعارضها وإبقاء من يواليها لنجاح عملية الاستفتاء وإظهار الأمر على أنه قانوني وحسب ميثاق الأمم المتحدة، الذي يضمن حق تقرير المصير للشعوب.
250 ألف منزل تبنى في إدلب
وبالعودة لحديث الرئيس التركي قال “هناك خططاً لعودة مليون لاجئ سوري على أساس طوعي، من بين 3.7 مليون لاجئ مسجلين رسمياً في تركيا؛ حيث بدأت أنقرة مشروعاً لإقامة 250 ألف منزل في إدلب بالتعاون مع المنظمات المدنية”، وطالب أردوغان من المجتمع الدولي أن يدعم خططه في سوريا وأن يمول المشاريع السكنية والبنى التحتية التي تسيطر عليها قوات بلاده وفصائل “الجيش الوطني” الموالي له.
الخلاص من الملف السوري وتفرعاته قبل الانتخابات الرئاسية
ويكثر الرئيس التركي ومسؤوليه من الحديث عن إعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، في إطار “الدعاية الانتخابية” حيث بات ذلك مطلباً للمجتمع التركي، كما يواجه الرئيس التركي وحزبه الحاكم وحليفه الحركة القومية بزعامة دولت بهجلي؛ ضغوطات كبيرة من قبل المعارضة والمجتمع التركي لحل ملف اللاجئين السوريين، حيث يرى أردوغان نجاحه في حل هذا الملف قبل الانتخابات الرئاسية المقبلة فرصة كبيرة للفوز على أشرس معارضة يواجهها “التحالف الحاكم” منذ 15 سنة.
كما أن الفوز بالانتخابات الرئاسية المقبلة والأزمات والصراعات المسلحة التي وضعت تركيا نفسها فيها، أدت بأنقرة للجوء إلى المصالحة مع “عدو قديم” (الحكومة السورية) لتسريع حل الملفات المتعقلة بالأزمة السورية، ومنها أيضاً “الإدارة الذاتية لشمال شرق سوريا وقوات سوريا الديمقراطية” وإبعاد هذه القوات العسكرية عن الحدود لمسافة 32 كيلومتراً أو القضاء عليهم نهائياً، إضافة لحل الأزمة في سوريا وأن يكون للمعارضة دور مهما كان ضئيلاً في أي حكومة جديدة، وبذلك فإن “العدالة والتنمية” ستستفرد بملف الانتخابات القادمة.
الكراهية والعنصرية.. هذا ما يواجهه السوريون في تركيا
وعانا اللاجئون السوريون من العنصرية والكراهية التي غذتها الأحزاب الحاكمة والموالية لها والمعارضة أيضاً ضمن المجتمع التركي، حيث بات السوري اليوم مرفوض وجوده تماماً في تركيا، وتكثر الضغوطات عليهم لدفعهم للعودة إلى بلادهم تحت بند “الطوعية”، كما أن الأمن التركي يرحل أي سوري يقوم بأي مخالفة مهما كانت صغيرة إلى بلاده، دون أن تكترث لحياته وأنها قد تكون معرضة للخطر.
ولذلك فإن المئات من اللاجئين السوريين يفرون من تركيا بشكل شبه يومي، وفي آخر احصائية عرضتها تقارير تركية فإن 25 ألف سوري غادروا تركيا إلى أوروبا منهم بطرق غير شرعية، كما تؤكد منظمات حقوقية سورية في تركيا أن تعريض اللاجئين السوريين حياتهم للخطر في رحلة لجوء جديدة نحو أوروبا سببها “العنصرية والكراهية” التي يعيشونها في تركيا وامكانية التقارب مع الحكومة السورية.
إعداد: علي إبراهيم