دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

أردوغان في موقف محرج من التنديد بعمليته العسكرية في شرق الفرات.. وإجماع أمريكي أوروبي على معاقبتها

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – عاودت الولايات المتحدة لليوم الثالث توالياً، تهديداتها “بشل الاقتصاد التركي وتركيا” جراء ما تقوم به من “عمليات قتل” للسوريين في مناطق شمال وشرق سوريا، يتزامن ذلك مع اشتباكات عنيفة بين قوات سوريا الديمقراطية من جهة والقوات التركية مع الفصائل الموالية لها من جهة أخرى، وارتفاع حصيلة القتلى بين طرفي الصراع.

المناطق الأكثر أمناً في سوريا تتحول لساحة حرب

ولاتزال المناطق الحدودية في شمال سوريا، التي لطالما كانت بعيدة عن الحرب السورية والأزمة التي عصفت بالبلاد منذ 2011، وكانت من أكثر الأماكن أمناً ومقصداً لمئات الآلاف من السوريين وغير السوريين أيضاً، تشهد معارك ضارية حولت شوارعها إلى طرق يسلكها الموت، بعد أن كانت تدج بالحياة قبل أيام فقط.

ترامب يخطو أول خطوة لمعاقبة تركيا والاتحاد الأوروبي يتبعه

وفي السياق وبسبب استمرارها بالعملية العسكرية في شمال سوريا، يبدو ان الرئيس الأمريكي خطا الخطوة الأولى في طريق محاسبة بل معاقبة تركيا، حيث فوض الرئيس الأمريكي مسؤولين أمريكيين بصياغة مسودة لعقوبات جديدة “كبيرة جدا” على تركيا، لكنه أضاف أن تلك العقوبات لن تطبق في الوقت الراهن. وذلك في إشارة إلى إمكانية فتح حوار بين قوات قسد وتركيا لوقف إطلاق النار.

القارة العجوز أيضاً يبدو أنها تسلك طريق ترامب، حيث هددت الدول الأوروبية بفرض عقوبات على تركيا خلال اجتماع الاتحاد الأسبوع المقبل، إذا لم توقف تركيا عملياتها العسكرية في شمال سوريا، ورفضت الدول الأوروبية غاضبة تحذير أردوغان من أنه “سيفتح الأبواب” ويرسل 3.6 مليون لاجئ إلى أوروبا إذا لم تسانده، رأت أوروبا ذلك محاولة استفزازية للقبول بالحرب التركية التي “لا مبرر لها”.

مخاوف من عودة داعش.. ونشاط الخلايا يزداد منذ الاجتياح التركي

ويخشى المجتمع الدولي من ان استمرار العملية العسكرية التركية يعني عودة تنظيم داعش الإرهابي، مجدداً إلى سوريا، خاصة وأنه قام عصر الجمعة، بعملية إرهابية في مدينة القامشلي شمال شرق الحسكة، كما حاول بعض عناصره المحتجزين لدى قوات قسد من الهروب من السجون، وقد أظهرت كاميرات المراقبة مقاطع تظهر هروب هؤلاء الدواعش.

وبالتزامن مع الهجوم التركي، بدا واضحاً زيادة نشاط خلايا تنظيم داعش الإرهابي في مناطق شمال وشرق سوريا، حيث نفذوا أكثر من هجوم على بعض المناطق، إضافة إلى إلقاء القبض على خليتين في رأس العين والقامشلي، كانا يخططان لعمليات إرهابية، ومايزيد من مخاطر عودة داعش في سوريا، “اعتبار قوات قسد أن حراسة عناصر التنظيم لم تعد أولوية بالنسبة إليهم” بسبب الهجوم التركي، ما يسمح للآلاف من الهروب واسترجاع قوتهم والهجوم على المناطق الآمنة من جديد.

كل ماسبق يجعل أوروبا والولايات المتحدة لا توافق على الحرب ضد قوات سوريا الديمقراطية، التي قال عنها أعضاء في مجلس الكونغرس الأمريكي، “أنها تمثل صمام الأمان للأمن الإقليمي، لأنها تحتجز عشرات الآلاف من الإرهابيين، وتحافظ عليهم وتحمي أمننا القومي”.

أردوغان يتجاهل العالم ويشدد على استمرار الحرب

بيد أن أردوغان لم يعطي آذانه للتحذيرات الدولية وقرر الاستمرار بالحرب، ما سيؤدي حسب سياسيين إلى تعريض بلاده لعقوبات أمريكية أو أوروبية قد تشلها وتزيد من أزماتها الداخلية، أو مقاطعة من دول مؤثرة حليفة، تؤثر على الدور التركي في المنطقة، وفي حين يشير آخرون إلى أنه من الممكن في قادم الأيام أن يُجبر أردوغان بالجلوس مع العدو اللدود (الأكراد).

استهداف قاعدة للتحالف في “كوباني” تربك خطط أردوغان

وفي سابقة خطيرة، تعرضت قاعدة للتحالف الدولي في مدينة عين العرب لقصف من قبل القوات التركية، وهذا ما حذرت منه الولايات المتحدة مراراً، بأن أي استهداف للجنود الأمريكيين سيقابل برد قاس ولن يتهاونوا بذلك.

وأكدت وزارة الدفاع الأمريكية، أن قاعدة مشتركة للقوات الأمريكية والفرنسية تعرضت لاستهداف من قبل تمركزات تركية على الحدود، ما يضعف موقف أدروغان ويخلط أوراق عملياته العسكرية حسب مراقبين، وقد تجعله هذه الحادثة يرخض للمطالب الدولية أكثر من أي شيء آخر.

فهل الأيام القادمة ستشهد عودة الهدوء إلى مناطق شمال وشرق سوريا “الآمنة بطبيعتها” كما يصفها مراقبون، ام أن أردوغان عازم على مواصلة “نبع السلام” كما أطلق عليها، والتي لم تجلب سوى “نبع الدم” كما وصفها نازحو شمال وشرق سوريا عند مغادرتهم لمدنهم وبيوتهم.

 

إعداد: علي إبراهيم