دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

“آخر الحلول السياسية” .. مقترح روسي جديد لتجنيب محافظة درعا “عملية عسكرية واسعة ومكلفة”

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – في الوقت الذي تعيش فيه محافظة درعا أياماً عصيبة و حصاراً خانقاً من قبل قوات الحكومة السورية، تحدثت وسائل إعلامية روسية عن “آخر الحلول السياسية” التي يمكنها أن تجنب محافظة درعا عملية عسكرية واسعة و “مكلفة”. في خطوة رأتها أوساط سياسية وشعبية أنها “آخر التهديدات” للمحافظة فإما الاستسلام أو أن تتعرض لحرب جديدة.

“آخر الحلول” لتجنب درعا عملية عسكرية

وكالة “سبوتنيك” الروسية، نشرت مساء الخميس، تقريراً تحدثت فيه عن “آخر الحلول السياسية” التي ستجنب محافظة درعا لعملية عسكرية واسعة، وبحسب المصادر فإن قوات الحكومة السورية “استجابت للمقترح الروسي وأوقفت بشكل فوري إطلاق النار”.

وقالت الوكالة الروسية أن “القيادة العسكرية السورية في مدينة درعا قررت وقف عملية كانت مرتقبة لها في حي درعا البلد وسط المدينة استجابة لمبادرة روسية”، وأشارت إلى أنه تم إقرار “وقفاً تاماً وفورياً لإطلاق النار عقب ورود المقترح الروسي”، ووصفت المصادر المطلعة للوكالة الروسية المقترح الروسي هو “آخر محاولة للحلول السلمية والحيلولة دون إطلاق عملية عسكرية قد تكون مكلفة”.

تسليم السلاح وتهجير من يرفض الاتفاق للشمال السوري.. بعض بنود “المقترح الروسي”

وأوضحت المصادر أن وقف إطلاق النار يأتي “دون الإخلال بحق الرد الحازم على أي اعتداء يستهدف أحياء المدينة أو النقاط الأمنية والعسكرية المنتشرة في ريف المحافظة”.

وحول المقترح الروسي الجديد، بينت الوكالة، أنه “يتوزع على عدة بنود ونقاط منها التزام المجموعات المسلحة في الحي بتسليم أسلحتها للدولة السورية امتثالا لبنود اتفاق المصالحة الذي عقد برعاية روسية في 2018، وخروج المسلحين الرافضين للاتفاق نحو مناطق سيطرة جبهة النصرة شمالي سوريا، إضافة إلى بنود تقنية أخرى تضمن عودة الأمان والاستقرار إلى الحي الذي تسيطر عليه تلك المجموعات”.

هل ستقبل الفصائل المحلية في درعا “المقترح الروسي” ؟

لكن الفصائل المسلحة المحلية، تؤكد ان امتلاكها للسلاح هو “حق شرعي وقانوني” كون الاتفاقات التسوية والمصالحة مع روسيا في 2018، عقب سيطرة قوات الحكومة السورية على المحافظة، سمحت لهم بالاحتفاظ بأسلحتهم لإدارة ملف أمن المحافظة.

وبالعودة إلى المقترح الروسي، أشارت إلى أنه “هو آخر الحلول السلمية التي يمكن العمل بها تفاديا للعمل العسكري الذي قد يفرض نفسه في حال عدم امتثال المجموعات المسلحة لبنوده”، وأضافت أن الأيام القليلة القادمة ستشهد اعتماد الحل المتاح لملف درعا البلد بشكل كامل.

وعملت روسيا خلال الفترة الماضية على وضع مقترحات عدة على طاولة المفاوضات بين اللجان المركزية في حوران و قوات الحكومة السورية، إلا أن قوات “الفرقة الرابعة” كانت تخرق الاتفاقيات والهدن التي عقدت في الأيام الماضية، بحسب شهادات من أهالي درعا، والذين أشاروا إلى أن “الفرقة الرابعة” كثفت من قصفها على المناطق السكنية في مناطق بدرعا، كما تحاصر حي درعا البلد منذ أكثر من 50 يوماً وسط نقص كبير في المواد الغذائية و الأدوية والخدمات، ما أثر سلباً على معيشة المواطنين اليومية.

“المقترح الروسي شبيه باتفاقيات التسوية والمصالحة في 2018”

وشبهت أوساط سياسية و محلية من درعا، ما يحصل في هذه الأيام ضمن المحافظة، بالعملية العسكرية التي شنتها قوات الحكومة السورية بدعم روسي في صيف 2018، حيث الاشتباكات والقصف المكثف إضافة للحصار الخانق على المدنيين لإجبارهم على الاستسلام.

تصاعد العنف بشكل كبير في درعا

ميدانياً شهدت الساعات الـ24 الفائتة في درعا، قصفاً مكثفاً من قبل قوات الحكومة السورية، تزامن ذلك مع اشتباكات بينها وبين فصائل مسلحة محلية، حيث أكدت مصادر محلية، أن اشتباكات عنيفة دارت على حاجز لقوات الحكومة، على الطريق الواصل بين مدينة نوى وبلدة تسيل، غربي درعا، دون معرفة حجم الخسائر.

كما تعرض حاجز عسكري “للمخابرات الجوية” الواقعة على طريق إبطع – داعل، بريف درعا الغربي لهجوم بالأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية، إضافة لذلك استهدف مجهولون المربع الأمني بمدينة نوى، بالرشاشات وقذائف الـ “آربي جي”.

كما تعرض حاجز الأمن العسكري ببلدة المسيرتية بحوض اليرموك، غربي درعا، لهجوم مماثل. وأوضحت المصادر أن مسلحون شنوا هجومًا على مقر أمن الدولة بالمركز الثقافي في مدينة جاسم، واستخدموا أسلحة خفيفة ومتوسطة.

وعبرت جهات دولية و أممية عن قلقها من التصعيد العسكري في درعا، واحتمال سيطرة قوات الحكومة السورية وإيران على المحافظة، حيث أن ذلك سيؤدي إلى “تطهير وتهجير قسري ممنهج”، إضافة لمخاوف من موجات نزوح كبيرة للمدنيين باتجاه الأردن، الذي عبر عن قلقه من التصعيد في درعا واحتمال سيطرة إيرانية على المحافظة الجنوبية السورية.

إعداد: ربى نجار